عقدت جمعية “البراعم” مؤتمرا صحافيا في دار نقابة الصحافة، تحت عنوان “الجرائم الاسرائيلية المرتكبة بحق الاطفال في غزة وكيفية حمايتهم في ضوء القانون الدولي لحقوق الإنسان.

بداية، النشيدان الوطنيان الفلسطيني واللبناني، فكلمة ترحيب من نقابة الصحافة ألقاها امين السر فؤاد الحركة الذي اشار الى “الجرائم التي ترتكب بحق الاطفال والنساء والشيوخ وما تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة ضد المسجد الاقصى”. ودعا “الدول العربية والاسلامية الى التحرك الفاعل في المحافل الدولية”.

شهاب

وألقت المحامية ردينة شهاب كلمة وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى، وقالت: “المؤتمر يأتي متزامنا مع الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الطفل وفي مناسبة اليوم العالمي للطفل، نوجه من خلاله ألف تحية وإكبار وإجلال لكل طفل من أطفال غزة صامد بصمود عمره 75 عاما، حرموا ومنذ ما قبل ولادتهم من أبسط سبل الحياة واحتياجاتها فهم محاصرون، محتجزون، مقهورون، مختطفون، يتلقفون بأجسادهم الطرية شتى أنواع العنف وأقساه حتى يلتبس علينا في صرخة كل طفل غزاوي، أهي استقبال للحياة أم بكاء عليها؟”.

اضافت: “في الثمانية وأربعين يوما من جرائم الحرب والدمار الشامل والمحارق والإبادة الجماعية التي تلت حصارا خانقا دام سبعة عشر عاما – انتهك فيه الكيان المحتل (إسرائيل) القانون الدولي واتفاقيات جنيف والبروتوكول المتعلق بها وميثاق الأمم المتحدة وقانون الاحتلال الحربي واتفاقية لاهاي واتفاقية أوسلو وميثاق محكمة نورنبرغ العسكرية الدولية وشرعة حقوق الانسان وحقوق الطفل وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات والقوانين والنظم والشرائع الدولية”.

وتابعت: “لقد بلغت درجة استكبار العدو الصهيوني مبلغا ينذر فيه بخطورة هذا الكيان في منطقتنا العربية والأقليمية لما يعكسه من صورة حقيقة لمدى إجرامه واستباحته للحياة ومعالمها بشكل عام، بدءا من إبادة أحياء كاملة بقاطنيها من مدنيين عزل الأغلبية الساحقة منهم أطفال – فهل سبق وسمعنا بإبادة مجمع سكني بأكمله يضم المئات فوق رؤوس قاطنيه؟ مرورا باستهداف كامل لمجمعات الإستشفاء الطبية وممارسة القتل العلني للجرحى وعلى أسرة المستشفيات وأسرهم وأسر الأطفال والمسنين نساء ورجالا واحتجازهم والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت وإخضاع أهل غزة عمدا لحصار شامل يمنع عنهم الطعام والمياه والدواء والكهرباء ووسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية ووضعهم بظروف معيشية صعبة طالت حتى نقطة مياه تروي ظمأ الأطفال”.

وقالت: “لن ننسى الاستهداف الشرس للجنود المجهولين أفراد الجسم الصحافي الذين لم تشفع لهم خوذتهم ولم تحمهم صفتهم من اجرام هذا العدو الغاصب، وهو ما لم يكن جديدا علينا نحن اللبنانيين لما عانيناه ونعانيه من استهداف لنا من هذا العدو في ارضنا وشعبنا وأطفالنا وممتلكاتنا”.

اضافت: “أمام هول هذه الجريمة المرتكبة بحق أوطاننا أرضا وشعبا لا بد لنا بداية وفي ظل الثورة الرقمية، من التحفيز على إنشاء قاعدة معرفية ضخمة تحوي ذاكرة الأمة وتاريخها وثقافتها وتراثها وأبنيتها التراثية، وتحديد بدء وسبب وآلية استهداف ولوج المحتل الغاصب الى منطقتنا وممارسته واعتداءاته وانتهاكاته وحجم الجرائم المرتكبة وكيفيتها والأسلحة المستخدمة فيها وعدد الضحايا والنسبة التي يشكلها الأطفال وكبار السن والانتهاكات بحقهم وبحق الأسرى والجرحى والجسم الصحافي حيث قتل في هذه الحرب العشواء التي لم تتعد الخمسين يوما ما يفوق 14000 شهيد 70% منهم أطفال وما يقارب السبعين صحافيا”.

وتابعت: “كما لا بد لنا من التحرك لدى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الكيان الغاصب الصهيوني والمسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والدمار الشامل والابادة الجماعية التي ارتكبوها بحق أهل غزة وفي لبنان”.

واردفت: “بعد صراعات وحروب دامية على مر العصور خاضتها البشرية بأديانها وثقافاتها لارساء القوانين والشرائع الدولية يأتي محتل معتل غاشم ليطيح بها جملة وتفصيلا بل والأكثر من ذلك والأخطر هو الدعم العلني من حكومات دول دعمت وأيدت كل تلك الجرائم والانتهاكات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل بتنا أمام ايديولوجيه فكرية جديدة لارساء مفاهيم تتفق وبشكل علني مجاهر ومجرد وفاضح على انتهاك كل مفاهيم الإنسانية؟”.

وختمت: “نؤكد على وقوف وزارة الثقافة الى جانبكم في كل ما من شأنه رفع وإعلاء شأن كل موقف فيه وقفة عز ونضال ومقاومة الهدف منه الحفاظ على موروثنا التاريخي والاجتماعي والثقافي والإنساني أجيالا تلي أجيال”.

عاصي

من جهتها، قالت ثريا عاصي: “امهات واطفال وفتيات غزة تصرخ وتستغيث اوقفوا الحرب اوقفوا طلاق النار، اطفال غزة يجلبون الماء ويصنعون الطعام، اطفال غزة الخدج جرى خنقهم وقطعوا عنهم الاوكسجين. اي قوانين لحقوق الطفل وحقوق الانسان”.

اضافت: “هل تصل هذه الاصوات؟ لقد يئس الجميع. لقد كبر الاطفال وتربوا في هذا السجن الذي اسمه غزة في فلسطين المغتصبة”.

جوني

وحيا استاذ القانون الدولي الدكتور حسن جوني “كل فلسطيني مقاوم والشهداء والاطفال”، وقال: “ان الوحش الاسرائيلي اللانساني الذي لم يكتف بالحصار ومنع كل شيء انما استهدف الاطفال. كيف نتحدث عن القانون ونحن نرى جرائم تفوق الخيال وتفوق الوصف”.

وذكر بـ”المجازر الوحشية التي حصلت منذ الاجتياح عام 1982″، مؤكدا على “ضرورة الضغط الدولي لان العدو لا يريد رقيبا ولا حسيبا، والرقيب هو هذه الكاميرات وهذه الصحافة”.

وقال: “سنعمل لنحاصر هذا الكيان الذي انتهك كل القوانين وكل الاعراف الدولية. ونعاهد اطفال فلسطين على العمل من اجل ذلك لان القانون الدولي الانساني لديه الكثير من القوانين التي تبدأ بحماية الطفل وهو في رحم امه اي حماية الام”.

عيسى

بدورها، قالت رئيسة الجمعية ايمان عيسى: “في العشرين من نوفمبر احتفل العالم بيوم الطفل العالمي، استنادا الى اليوم الذي وقعت فيه اتفاقية حماية حقوق الطفل التي صادقت عليها 192 دولة في 20 نوفمبر 1989. ان الهدف الأول من هذه الإتفاقية كان توفير حماية للأطفال حول العالم دون تمييز بين الجنس واللون والعرق والانتماء، ولكن ما يجري اليوم في قطاع غزة من تعرض الأطفال لقتل وحشي ومجازر إبادة وفقد وترويع بأكثر الأساليب وحشية، أضافة الى فقدان الماء والغذاء والطبابة، هي ظروف لم يشهد القرن الحالي مثيلا لها”.

اضافت: “في غزة يموت طفل كل عشر دقائق، أكثر من 4500 طفل ماتوا لغاية الآن خلال أقل من 40 يوما من الحرب الشرسة، وأكثر من 1400 طفل ما زالوا تحت الأنقاض لم تستطع فرق الإنقاذ حتى انشال جثامينهم، أضافة الى الأطفال الذين لم يتبق من أجسامهم سوى أشلاء في أبشع صور قد يتعرض لها طفل في العالم. كل طفل منهم كان يحمل أحلاما ومستقبلا وعائلة وذكريات”.

وتابعت: “في أيام قليلة تعرض الأطفال في غزة لقتل وتدمير منازل فوق رؤوس ساكنيها، قصف لمراكز الايواء، بما فيها المراكز التابعة لليونيسف والأونروا وسائر المنظمات الدولية التي لم تسلم طواقمها من الاستهداف، إضافة الى تطويق المستشفيات وقصفها مباشرة، وعدم استطاعة الأطفال المصابين من تلقي العلاج اللازم، فضلا عن إجراء عمليات جراحية بما فيها بتر الأعضاء دون مخدر ودون ظروف تعقيم مناسبة”.

وقالت: “هذه الظروف المروعة التي يمر بها الأطفال في غزة، وسط عجز تام للمنظمات الدولية والنداءات الإنسانية إنما تمثل قتلا للإنسانية واستهانة بكل المواثيق الدولية التي عملت لعقود طويلة على حماية حقوق الإنسان. ان ما نشهده يتعارض بشكل صارخ مع جهد العمل الإنسانى المشترك لأعضاء الجماعة الدولية بدءا من إعلان جنيف لحقوق الطفل لعام 1924 وإعلان حقوق الطفل الذى اعتمدته الجمعية العامة في 20 نوفمبر 1959 والمعترف به فى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والإعلان بشأن حماية النساء والأطفال أثناء الطوارئ والنزاعات المسلحة، ومخالفا لباكورة الاهتمام الدولى المتمثل في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل 1989”.

اضافت: “نحن في جمعية البراعم للعمل الخيري والإجتماعي نؤكد انه يتعين على المجتمع الدولى أن يتحرك قبل فوات الأوان بوقف فوري لإطلاق النار واستعادة المياه والغذاء والوقود والمستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية والحماية القصوى لمرافق الصحة الطبية والنفسية وإلغاء أوامر الإخلاء غير الشرعية واللاإنسانية للمستشفيات، ودعم حقوق الأطفال المتأثرين بالصراع المسلح على النحو المنصوص عليه فى اتفاقيات جنيف والمادة 38 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأطفال”.

وختمت: “ان حقوق الأطفال تتطلب حماية خاصة وتستدعي الاستمرار في تحسين حالة الأطفال دون تمييز، فضلا عن تنشئتهم وتربيتهم فى كنف السلم والأمن. إن الإنسانية تشعر بالجزع لما للنزاعات المسلحة والإبادة الجماعية الإسرائيلية بدعم من الغرب، من تأثير ضار ومتفش على أطفال غزة وما لهذا الوضع من عواقب في الأجل الطويل على استدامة السلم والأمن والتنمية”.

التوصيات

بعد ذلك، تلت الدكتورة حنان ضيا التوصيات التالية:

“يتوجه المؤتمرون إلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة المحتلة بخالص التحية والتقدير والإجلال، ويشدون على أياديهم ويثمنون نضالهم وتضحياتهم العظيمة التي ستكتب صفحة جديدة في التاريخ ، صفحة عز وشرف ليس للفلسطينيين فحسب بل لكل الأحرار في العالم، ويؤكدون على أحقية قضية فلسطين قضية إنسانية خالصة ، عابرة للأديان والأعراق وقواعد الزمان والمكان، قضية سُطرت بدماء الأطفال وتضحيات جسام شكلت درسا سيكون نموذجا لمقارعة الظلم في أنحاء المعمورة.

إن المؤتمرين الذين ينحنون أمام قدسية الشهداء أصدروا التوصيات التالية:

1- إدانة واضحة لجرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي في غزة بحق المدنيين واستهدافه الأطفال والنساء والعجزة والمستشفيات والجهاز الطبي والإسعاف ووسائل النقل ودور العبادة والمدارس ومخيمات النزوح والصحافيين ورجال الإنقاذ، وخرقه بذلك لقواعد القانون الدولي الإنساني بجملة مواده التي عملت على حماية المدنيين في زمن الصراعات.

2- العمل على تكثيف الجهود والعمل المشترك بين الجمعيات والمنظمات التي تعنى بحقوق الطفل وحقوق الإنسان لضمان حياة النساء والأطفال في غزة وتوفير جميع احتياجاتهم الضرورية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية كاتفاقية حقوق الطفل وغيرها من الاتفاقيات المعنية بحماية المرأة.

3- مناشدة الحكومات والمنظمات العربية والدولية الحكومية وغير الحكومية مقاطعة الكيان الإسرائيلي اقتصاديا وتجاريا وثقافيا ورياضيا وفي المجالات كافة.

4- تقديم دعاوى أمام المحاكم الدولية المختصة ضد الجرائم الإسرائيلية والمطالبة بمحاكمة المسؤولين فيها لارتكابهم أخطر وأفظع الجرائم الدولية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.

5- تشكيل لوبي حقوقي يختص بتوثيق الجرائم المشار اليها ، والعمل على تشكيل فريق قانوني مختص لتحضير ومتابعة الملف القضائي ضد الجرائم الاسرائيلية ولا سيما ضد الأطفال.

6- التنسيق والتعاون مع المنظمات الحقوقية الفلسطينية والعربية والعالمية التي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتعمل على ملاحقة الكيان الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية.

7- يشكر المؤتمرون ويثمنون عاليا مواقف الدول والشعوب المناضلة بمن في ذلك السياسيون والإعلاميون والمشاهير والمؤثرون المؤيدون للقضية الفلسطينية والذين عبروا عن رفضهم للعدوان الصهيوني على غزة وكل الأراضي الفلسطينية وذلك بالرغم من التهديد الذي مورس عليهم لثنيهم عن مواقفهم.

8- تقديم عريضة للأمم المتحدة تدين المجازر الإسرائيلية بحق أطفال غزة وكافة المدنيين وحثها على تكثيف الجهود الآيلة لحماية الطفولة في فلسطين وفي كل العالم

Share.
Exit mobile version