وجه المطران عطاالله حنا رسالة من “رحاب مدينة القدس” قال فيها: “ليلة دامية مرت على أهلنا في غزة الابية، قصف مستمر ومتواصل، وقد استهدف القصف في هذه الليلة المستشفيات وبصواريخ وأسلحة تستعمل للمرة الأولى وكأن غزة ومستشفياتها وكل شيء فيها تحولوا إلى حقل تجارب لكل الصواريخ والقذائف التي أوتي بها من أميركا ومن غيرها من الأماكن”.

اضاف: جرائم مروعة بحق الإنسانية ترتكب في غزة، في كل ساعة جريمة جديدة وارتقاء لشهداء وتدمير ممنهج. حدثونا عن هدنة إنسانية لساعات او لأيام وهذا أمر جيد، لكي يتنفس أهلنا الصعداء هناك، ولكن ما هو مطلوب ليس فقط الهدنة الإنسانية بل ما هو مطلوب بالدرجة الأولى هو أن يتوقف العدوان بشكل كلي، العدوان الذي أدى إلى هذا الدمار الهائل، تقريبا ثلث غزة مدمر، والشهداء بعشرات الآلاف ناهيك عن الأطفال، والدمار الهائل واستهداف المستشفيات والمؤسسات ودور العبادة وكل هذه تندرج في إطار الجرائم المروعة بحق الإنسانية”.

وتابع: “للأسف العالم الغربي يتفرج علينا، وأقصد بذلك الحكام الذين هم جزء من المؤامرة الممارسة على شعبنا الفلسطيني، الحكام في أميركا وأوروبا وغيرها من الأماكن فهم ينظرون ويعرفون ويشاهدون وتصلهم المعلومات أن أولئك الذين يقتلون هم المدنيون والاطفال، ولكنهم لا يحركون ساكنا، أين هو الضمير ، أين هي الإنسانية، أين هي حقوق الانسان التي يتغنون بها. نراهم يتغنون بحقوق الإنسان وبالحريات بكافة أشكالها وألوانها وحتى حقوق الحيوان ، ولكنهم يغضون الطرف عن هذه الجرائم المروعة التي ترتكب بحق أهلنا في غزة”.

واردف: “هناك ايضا اعتداءات تعرض لها أهلنا في مخيم جنين وعدد من الشهداء، ناهيك عن الجرحى، العدوان هو عدوان شامل على كل الشعب الفلسطيني، الضفة الغربية مستهدفة، وفي كل يوم هنالك اقتحامات واغتيالات وممارسات ظالمة ، وكذلك هنالك قمع لكل من يرفع صوته ويقول لا للحرب. البارحة في ناصرة الجليل كان من المفترض أن تكون وقفة لشخصيات فلسطينية اعتبارية فقمعت هذه الوقفة، وكان الشعار الذي من المفترض أن يرفع فيها هو فقط شعار واحد ” أوقفوا الحرب” فاعتقل الاخ محمد بركة وعدد من الذين شاركوا فى هذا النشاط الذي أراد الاخوة من خلاله أن يرسلوا رسالة لكل من يجب أن تصلهم هذه الرسالة بأن هذه الحرب يجب أن تتوقف”.

وقال: “ملاحقات لكل شخصية ومثقف وفنان ولكل من يتعاطون وسائل السوشال ميديا، ملاحقات بالجملة لكل من يقول كلمة فيها تضامن مع غزة ومطالبة بوقف الحرب، أما نحن في القدس فحدث ولا حرج،اعتداءات ، استهداف للشباب، ووصلت الوقاحة لدرجة انهم يفتشون الهواتف الخلوية، وإذا ما كان هناك شيء له علاقة بغزة قد يضرب او يعتقل هذا الشاب و،بعضهم طلاب مدارس.نحن نتحدث عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، اليوم النظام الذي نعيشه في ظل هذه الحرب هو النظام العسكري ، البوليسي الديكتاتوري، الذي يذكرنا بالسنوات الأولى بعد عام 1948، حيث كانت الملاحقات والاعتقالات التي يتعرض لها أهلنا وأبناء شعبنا”.

واضاف: “اليوم كل شيء فلسطيني مستهدف ومستباح، المستوطنون يجولون ويصولون في القدس وبدعم من بن غفير، يجولون ويقتحمون الاقصى ويستفزون، وما أود أن اقوله، بان اي عمل استفزازي في باحات المسجد الأقصى هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، كما أن كل تعدي على المقدسات والأوقاف المسيحية هو تعد على كل فلسطيني، فنحن كلنا شعب واحد. المسيحيون والمسلمون في هذه الديار شعب واحد، وهذا الاحتلال لا يميز في ظلمه وقمعه بين مسلم ومسيحي، فكما يعتدون على المقدسات الاسلامية في القدس، يستهدفون ايضا الأوقاف المسيحية والحضور المسيحي في هذه المدينة المقدسة، وكذلك في غزة، فكما استهدفوا المساجد استهدفوا ايضا الكنائس والمسيحيين الذين تواجدوا فيها”.

وتابع: “أمام هذه الهجمة الشرسة على شعبنا الفلسطيني، في غزة أولا وفي الضفة والقدس، المطلوب منا كفلسطينيين، بالدرجة الأولى هو أن نرتب أوضاعنا الداخلية، وأن نكون أكثر وحدة ولحمة وتضامنا، وأن نكون جسدا واحدا وفي خندق واحد ، ندافع عن شعبنا وعن قدسنا ومقدساتنا ونقف إلى جانب أهلنا في غزة الابية.الوحدة الوطنية الفلسطينية بكافة ألفصائل والأحزاب والتيارات وحتى أولئك الذين لا ينتمون ال هذه التيارات من النستقلين، كلهم يجب أن يتوحدوا، هذا ليس وقتا لتصفية الحسابات، والتحريض والتخوين ، هذا ليس وقتا للإساءة لأحد، هذا هو وقت للملمة الجراح وتوحيد الصفوف، لكي نكون أقوياء من خلال وحدتنا في دفاعنا عن شعبنا وقضيتنا وقدسنا وأهلنا في غزة الذين يقتلون بدم بارد”.

وناشد “الأحرار من أبناء أمتنا العربية، طبعا هناك قمة عربية سوف تكون ، أتمنى أن تكون النتيجة عملية، لا نريد خطابات، ولا نريد شعارات، بل نريد أفعالا تؤدي إلى وقف هذا العدوان، وإذا لم تكن ثمرة هذه اللقاءات وقف هذا العدوان فما فائدتها، ما فائدة اي اجتماع او مؤتمر اذا لم تكن النتيجة المهمة بالنسبة إلينا حاليا هي وقف هذا العدوان، لكي يتوقف الدمار والنزيف في غزة الابية”.

وحيا “الأحرار في كل مكان في العالم الذين ينتفضون ويتحركون ويتظاهرون وبوسائل سلمية وحضارية من أجل إيصال رسالة فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني لكل العالم.كل التحية لهؤلاء وهم من كل الأديان والقوميات والخلفيات، وحدتهم معاناة غزة،وأهلنا فيها”.

وختم: “معا وسويا نجدد موقفناالثابت الذي لا يتبدل ولا يتغير، باننا جميعا كل من موقعه، موقفنا يجب أن يكون: أوقفوا هذه الحرب، أوقفوا هذا العدوان حقنا للدماء ووقفا للدمار”.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version