المعركةُ التي يخوضها “حزب الله” عسكرياً في الجنوب لا تكتملُ إلا بعناصر أساسية سياسية في الداخل. صحيحٌ أن الحزب يمتلك الآن قدرة التحّكم بالميدان ضد العدو الإسرائيلي، لكنه في الوقت نفسه سيبقى تحت سقف عدم التصعيد لأنَّ الجبهة الداخلية ليست جاهزة وحاضرة لأي معركة أو حربٍ مفتوحة.
الأمرُ هذا قد يحسمهُ أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله في كلمته يوم الجمعة المقبل، والمتوقع أن يتضمن الخطاب تهديداً ووعيداً من دون أي دخولٍ في التصعيد. الدعوة لهذا الأمر جاءت في وقتٍ سابق وبشكلٍ مباشر من الرّئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط الذي جدّد قبل يومين موقفهُ الرافض لحدوث أي حرب، موجهاً رسالة إلى الأمين نصرالله يدعوه فيها إلى عدم الإنزلاق نحو المواجهة. الكلامُ الجُنبلاطيّ هنا يستندُ إلى أُسس تحذيريّة، فأي معركةٍ قد تحصُل لن يتحملها لبنان، وفي حال استطاع “حزب الله” خوضها فإنه بحاجة إلى مساندة داخلية.
سياسياً، سيكون الحزب قد حظيَ بتأييد أطراف كثيرة كانت ضده، وسيكون قد رمّم صورته الأساسية على أنه في الأساس حركة مقاومة ضد إسرائيل. كذلك، ومن خلال معركته الحالية، سيكون الحزب قد استطاع مُجدداً إستمالة جزء من الشارع المسيحي إليه مجدداً عبر رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي تحرّك لتشكيل تفاهم وطني وسط التوترات القائمة. الفكرةُ هنا أساسية، فـ”الحزب” يحتاج إلى الغطاء المسيحي بشكل قاطع كونه يمثل درعاً داخلياً للحزب وورقة قوة له مثلما حصل إبان حرب تموز عام 2006. لهذا السبب، فتح الحزب كل قنواته مع باسيل الآن، ووجد في الأخير سبيلاً للحصول على الحماية المسيحية التي ستكون مهمة في حال اندلاعِ أي مواجهة ضد إسرائيل.
لهذه الأمور وغيرها، فإنّ الخلفية السياسية لا يتجاهلها “حزب الله” حتى وإن كان مشغولاً في الميدان، فلا يُمكن بتاتاً فصلُ أي محورٍ عن الآخر، فالميدان يُكمل الجانب السياسي والعكس صحيح.. وإستناداً إلى ما ورد، فإنه يمكن اعتبار الحزب حالياً أقوى من العام 2006 كونه يدير المعركة بهدوءٍ وضمن الأطر التي يريدها من دون مفاجآت تُرهق اللبنانيين، وكونه يرى دعماً سياسياً يجنبه خضة داخلية في الحرب وبعدها، إن حصلت فعلاً..
لهذه الأمور وغيرها، فإنّ الخلفية السياسية لا يتجاهلها “حزب الله” حتى وإن كان مشغولاً في الميدان، فلا يُمكن بتاتاً فصلُ أي محورٍ عن الآخر، فالميدان يُكمل الجانب السياسي والعكس صحيح.. وإستناداً إلى ما ورد، فإنه يمكن اعتبار الحزب حالياً أقوى من العام 2006 كونه يدير المعركة بهدوءٍ وضمن الأطر التي يريدها من دون مفاجآت تُرهق اللبنانيين، وكونه يرى دعماً سياسياً يجنبه خضة داخلية في الحرب وبعدها، إن حصلت فعلاً..