وفي اليوم الثامن والعشرين على عملية “طوفان الاقصى” سيطل الامين العام لحزب الله، بعدما بات السؤال عن خلفيات غيابه على كل شفة ولسان، مفسحا المجال لنسج سيناريوهات بعضها واقعي والآخر لا يقارب المنطق. تبريرات مسؤولي الحزب لم تقنع اللبنانيين ولا ما اشيع عن أن عدم الظهور عنصر من تكتيك المعركة لإبقاء العدو في حال من الارباك. في شريط فيديو وزعه الحزب منذ يومين، بدا نصرالله يمر امام علم الحزب على وقع نشيد خاص، في ما اعتبر رسالة استباقية لمن يجيد القراءة السياسية، قبل ظهوره يوم الجمعة المقبل ، بحسب ما وزع اعلام حزب الله.
لكن، قبل اطلالة “السيد” ووسط ترقب لما سيطلق من مواقف، بدأ نواب حزب الله اتصالات مع فاعليات سياسية جنوبية للوقوف منها على نبض الشارع والموقف السياسي والشعبي من مجريات التطورات في ضوء عملية “طوفان الاقصى”، .وبحسب معلومات “المركزية” تركزت اسئلة هؤلاء حول ما اذا كانت البلدات الجنوبية مع مشاركة الحزب في المعارك ام ضدها. فأبلغت احدى الفاعليات نائبا في الحزب “ان القاعدة الشعبية ترفض الحرب، لأن مقومات الصمود منعدمة الوجود والشعب بالكاد يؤمن ما يقيه الجوع في ظل الازمة الخانقة، شأن يدركه جيدا الحزب وقيادته، الا ان الناس تسأل اين هو الحزب ولماذا لا نسمع الا مواقف التهويل بالمشاركة؟ اسرائيل حذرت من اعادة لبنان الى العصر الحجري وستفعل، وهي ابلغت اخيرا واشنطن ان لا خطوط حمراء، فكل مواقع ومناطق الحزب ستكون اهدافا لنيران اسرائيل وكذلك المقار الرسمية والمؤسسات الادارية والعسكرية.فإن كان السيد قادرا على اعادة اسرائيل الى العصر الحجري لماذا لم يبادر الى فتح المعركة حتى اليوم؟
تقول مصادر سياسية جنوبية لـ”المركزية” ردا على سؤال عن اهتمام الحزب بالرأي الشعبي ما دام مشروعه اقليميا وقراره ايرانيا، “ان قرارا على مستوى المشاركة في حرب اقليمية ليس كالانخراط في اعتداء اسرائيلي مباشر على لبنان، كما ان المشاركة في الحرب تنعكس على وضعه وبيئته فيخسراحتضانها والغطاء الوطني ويخسر لبنان الذي يتحكم بقيادته وقراره ،وبالتالي يخرج الحزب ومعه البيئة الشيعية من المعادلة السياسية.
وتشير الفاعلية المشار اليها الى تبايين في المواقف بين حزب الله وعدد من الفصائل التي تريد فتح الجبهات اذ ان الحزب يتجنب الانزلاق الى حيث لا يريد اهله وناسه، ولعدم اعطاء اسرائيل ذريعة لمزيد من الدمار والقتل على غرار ما يحصل في غزة من ابادة جماعية.
الا ان الخوف يبقى قائما من ان يقدم رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو على “الانتحار” سياسيا بعد ضربة حماس في الصميم التي كسرت هالة الجيش الذي لا يقهر فيوسع بيكار المعارك، ويسدد ضربة موجعة للبنان ستكون عواقبها كارثية.