اشارت صحيفة “اسرائيل اليوم” الى ان “الجيش الاسرائيلي أُدخل بقوة زائدة إلى الصراع السياسي في الأسابيع الأخيرة؛ فمن جهة يختارون رجال احتياط وقف تطوعهم على خلفية الصراع ضد الانقلاب القضائي، ومن جهة أخرى انتقاد لاذع من مؤيدي الإصلاح وفقدان الرسمية في ظل أقوال ضد رئيس الأركان وضباطه. وفي الوقت الذي يضرب فيه هؤلاء وأولئك الجيش الإسرائيلي، يعمل “حزب الله” ومؤيدوه على دفع قواتهم إلى الأمام، يتثبتون على الحدود، يضعضعون أمن السكان وينتظرون اللحظة التي يشعرون فيها بأنهم مستعدون لاستغلال اللحظة لشن الحرب”.
ورات الصحيفة العبرية بإن “إدخال الجيش الإسرائيلي في الصراع السياسي يضعفه ويمس بحرية عمله ويؤدي إلى جمود في نهايته حرب. بوسعنا، معاً، أن نخرج الجيش الإسرائيلي من الصراع السياسي ونبعد الحرب. ونقلت عن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قوله: “كان دارجاً التفكير بأنه لا يمكن الانتصار على إسرائيل وأن جيشها لا يمكن هزيمته، وهكذا فإن دول المنطقة قبلت بوجودها كحقيقة ناجزة لا يمكن تصفيتها. وهذا اليوم تحديداً هو اليوم الأسوأ في تاريخ إسرائيل، كما يشهد بعض من الإسرائيليين. هذا اليوم يضع الدولة في مسار الاختفاء”. هذه الأقوال كانت ضمن خطاب نصر الله في الكلمة التي ألقاها بمناسبة يوم عاشوراء، في اللحظة التي صوتت فيها إسرائيل على تقليص علة المعقولية. وفي وسائل إعلام عربية أخرى، شدد على معضلة رجال الاحتياط وانتقاد قادة الجيش.
واوضحت بان “رجال دين مسلمون يخطبون في المساجد ويقدمون تفسيراً دينياً للشرخ الاجتماعي الذي يحدث في إسرائيل. على حد رأيهم، هذا تحقق للنبوءات، وقريباً سيحل زمن المسلم المؤمن ليستغل اللحظة المناسبة فيساعد الله على إنهاء الكيان الصهيوني. تصوروا أن يتطور واحد من الاستفزازات التي لا تنتهي على الحدود الشمالية في لحظة ما إلى تبادل لإطلاق النار وإصابات. قد يحصل هذا الآن. هل سيتخذ الجيش القرارات بكل حرية للرد على حدث وقع للتو؟ كم سيكون حراً في المبادرة أو التجند؟ كل قرار يتخذ سيحظى على الفور بالنقد الذي من المشكوك أن يكون موضوعياً. إذا بادر الجيش إلى خطوة عسكرية، سنجد من يصرخون بأنها خطوة جاءت لتخدم رئيس الوزراء ومؤيدي الانقلاب القضائي. إذا قرر الجيش التجلد، فسيصرخ مؤيدو الإصلاح القضائي بأنه تجلد نابع من ضعف القيادة، وأنه تجاهل من المتطوعين الذين أعلنوا وقف تطوعهم. وسيشددون على أن الاحتجاجات أشعرت العدو بأننا ضعفاء. في ضوء تعاظم قوة “حزب الله”، الجيش في “ورطة” الآن؛ إذ بسبب دفعه نحو الصراع السياسي لم يعد حراً بما يكفي ليتخذ القرارات في كيفية التصرف تجاه استفزازات “حزب الله”. وهذا الجمود يشبه بقدر ما يجري في الضفة الغربية– الجيش متوتر في الجبهات المختلفة حتى آخر مدى، مع كتائب نظامي واحتياط، عمليات خاصة وغيرها. لكن حتى في الوقت الذي يضرب فيه مئات المقاومين، هناك من يخرج ضد قائد المنطقة وقائد الفرقة وقادة الكتائب. أولئك الذين يخرجون ضدهم من اليسار ومن اليمين، يؤدون إلى إضعاف الجيش وإضعاف القادة”.
وتابعت الصحيفة العبرية: لقد قال يغئال ألون: “يمكنني أن أعينك قائد حظيرة، لكنك ستضطر لأخذ صلاحياتك ستضطر من الأنفار”. على خلفية الانتقادات ضد رئيس الأركان وألوية الجيش لعدم الامتثال والدعوات لوقف التطوع، يجب طرح السؤال: كيف ينظر الأنفار اليوم إلى القادة الذين هم تحت سهام النقد؟ كيف ينظر المتجندون الجدد إلى الجيش في الوقت الذي يوجه فيه مسؤولون في الحكومة الانتقادات لرئيس الأركان؟ وماذا ينبغي أن يفهموا عند قدومهم للتجند؟ لقد كنسنا المكان الأكثر قدسية للمجتمع الإسرائيلي، والنتيجة واحدة – العدو يرفع الرأس. يمكننا إصلاح الوضع والمدافع لم تصدح بعد. من واجبنا أن نصلح. يجب أن نقرر بأن الجيش وقادته ليسوا أدوات على لوحة الشطرنج السياسية. إذا واصلنا ضعضعة المكان الذي يسمى الجيش الإسرائيلي، فسنضعضع أمن إسرائيل، والحرب لا بد قادمة. بوسعنا أن نغير، أن نبعد الحرب، ومن أجل هذا يجب إبعاد الجيش الإسرائيلي عن السياسة وبالعكس.