تستخدم إسرائيل، أساليب متنوعة، لتنفيذ الاغتيالات التي طالت قادة حزب الله أخيرا، وهو الأمر الذي يمكّنها من الوصول بشكل دقيق إلى كل الأهداف المرجوة، فيما أكد خبراء عسكريون، تحدّثوا لـ “إرم نيوز”، أن عملية الاغتيالات تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري من داخل الحزب نفسه.
وخلال الأسابيع الماضية، نجحت إسرائيل في اغتيال قيادات عسكرية بارزة في حزب الله، وهو الأمر الذي أدى لإضعاف قدرات “حزب الله” في المواجهة الدائرة حاليًّا، فيما اقتصرت عمليات الاغتيال على الضربات الجوية.
أساليب متنوعة
وتعقيبا على ذلك، قال الخبير في الشأن العسكري، جهاد حمد، إن “لدى إسرائيل أساليب متنوعة للاغتيالات، إلا أنها في الوقت الحالي، تكتفي بالضربات الجوية المباشرة ضد قادة حزب الله”، من أجل توجيه رسالة قوية وشديدة اللهجة لقادة الحزب”.
وأوضح حمد، لـ”إرم نيوز”، أن “الأساليب المستخدمة بعمليات الاغتيال الأخيرة، تأتي لتأكيد أن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال قادة الحزب البارزين، بما يحمل رسالة تهديد للحزب بمصير قادته وعناصره في حال اتسعت دائرة القتال”.
وأضاف: “كان بإمكان إسرائيل تنفيذ عمليات اغتيال على شاكلة العملية التي نفذتها ضد رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أو اغتيال شخصيات باستخدام المتفجرات، إلا أنها هنا كانت معنية بالتأكيد على مسؤوليتها عن تلك الاغتيالات”.
وتابع: “ساعدها ذلك في البدء بتشكيل صورة الردع ضد الحزب اللبناني، وهو ما زاد من مخاوفه من المواجهة العسكرية الواسعة مع الجيش الإسرائيلي”، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل هذه السياسة مع استمرار التصعيد العسكري.
ووفق الخبير العسكري، فإن “إسرائيل تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري، وتجنيد مسؤولين بارزين في الحزب من أجل تنفيذ تلك الاغتيالات”، مشددًا على أن العملاء والمتعاونين مع أجهزة المخابرات هم الجزء الأهم بالنسبة لإسرائيل بأي عملية اغتيال.
اختراقات غير مسبوقة
ومن جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن “الاغتيالات الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد قادة حزب الله، اعتمدت بشكل أساسي على اختراقات غير مسبوقة للمخابرات الإسرائيلية بداخل الحزب ومراكزه القيادية”.
وأوضح، في حديث لـ”إرم نيوز”، أن “الاغتيالات اقتصرت على العمليات العسكرية من الجو، وهو ما يؤكد رغبة إسرائيل بإعلان مسؤوليتها المباشرة عن العملية”.
وتابع: “يمكن لأجهزة إسرائيل الأمنية والعسكرية استخدام أساليب أخرى في حال قررت عدم تبني الاغتيالات”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تستخدم في عمليات الاغتيال، أسلحة دقيقة ومحددة، بحيث تتمكن من إصابة الهدف بدقة عالية، كما أنها تضمن نجاح المهمة، علاوة على إمكانية استخدامها لصواريخ خارقة للتحصينات في حالات محددة”.
وزاد: “لدى إسرائيل العديد من الوسائل العسكرية والأمنية لتنفيذ الاغتيالات، إلا أنه وفي ظل المواجهة المباشرة مع حزب الله، تفضل أسلوب الضربات المباشرة”، مؤكدًا أن ذلك يحقق لإسرائيل أهدافا عسكرية وأمنية كبيرة.
ومع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري، ستدفع إسرائيل، لتنفيذ المزيد من عمليات الاغتيال بأساليب متنوعة، مرجحًا أن تطال عمليات الاغتيال قيادات من الحزب موجودة بسوريا، أو تحاول تهريب الأسلحة للبنان من الأراضي السورية، بحسب “شلحت”.
الأساليب الـ7
وبحسب مراقبين، تنفذ إسرائيل عمليات الاغتيال باستخدام أساليب تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، الاستخبارات، والتخطيط الدقيق، منها:
الجواسيس: تعتمد على شبكة عملاء ميدانيين لجمع معلومات دقيقة عن الأهداف.
المراقبة الإلكترونية: تستخدم تقنيات متقدمة مثل طائرات الدرون وأجهزة التنصت لمتابعة تحركات الأهداف.
الأسلحة الدقيقة: تستعين بصواريخ موجهة وطائرات بدون طيار لضرب الأهداف بدقة.
الكمائن والتخفي: تنفذ وحدات النخبة عمليات قريبة بأسلحة كاتمة للصوت وعبوات ناسفة.
التفجيرات الموجهة: زرع متفجرات في أماكن تردد الهدف وتفجيرها عن بعد.
الاغتيالات المغطاة بحوادث عادية: تنفيذ العملية بطريقة تبدو كأنها حادث عادي.
التعاون مع عملاء محليين: تستعين بعملاء محليين ودعم دولي لتسهيل التنفيذ.
وتجمع هذه الأساليب بين التكنولوجيا والاستخبارات، مما يضمن تنفيذ اغتيالات دقيقة ومفاجئة ضد خصومها الإستراتيجيين