أثار إعلان شركة “ستارلينك” الدولية، الأربعاء، عن توفر خدمات الإنترنت الفضائي في اليمن رسمياً، حفيظة  الحوثي، التي اعتبرته “تهديداً للأمن القومي” وحذرت من “التعامل مع خدماتها”.

ووافقت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، في أغسطس/آب الماضي، على عمل الشركة الدولية المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، على أراضيها، ومنحتها التراخيص اللازمة، بهدف إتاحة الوصول إلى الإنترنت الفضائي ذي السرعات العالية، عبر وكيلها الحصري “المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية” الحكومية.

واستغل الحوثي، الهجوم غير المسبوق الذي استهدف أجهزة اتصالات  “حزب الله” في لبنان، في التحريض على “ستارلينك” وانطلاقها الرسمي في البلاد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة يرى البعض أنها تأتي “خشية فقدان شريحة واسعة من مشتركي الاتصالات المحلية الواقعة تحت سيطرتها”.

وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرمي، إن تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن، “خطوة مهمة لتعزيز التنمية والتواصل في اليمن”.

وأكد في تدوينة على منصة “إكس”، أن هذه الخدمة ستوفر إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل أكثر أماناً، “ما يعكس التطلعات نحو مستقبل مشرق، يتكاتف فيه الجميع لبناء وطن مزدهر ومتصل بالعالم”.

ولجأت الحكومة اليمنية إلى شركة “ستارلينك” الدولية، لتأمين اتصالاتها وتحركاتها العسكرية، في ظل سيطرة  الحوثي على “مؤسسة الاتصالات العامة” الحكومية بصنعاء والتحكم بها واستغلالها في “التجسس على المواطنين والمنظمات الدولية والقيادات السياسية والعسكرية”، طبقاً لتقارير دولية متخصصة في الأمن السيبراني.

تحذير الحوثيين

وعلى الرغم من أن اليمن بات يظهر في خريطة خدمات “ستارلينك” كبلد تتاح فيه خدمات الشركة رسمياً، إلا أن كبرى مدنه الخاضعة لسيطرة  الحوثي، في شمال البلاد، ما تزال غير متوفرة فيها خدمات الإنترنت الفضائي.

واعتبر الحوثي، عمل الشركة الدولية في اليمن، “غير قانوني وانتهاكاً صارخاً للسيادة، يشكل تهديداً لأمنه القومي ونسيجه الاجتماعي”.

وزعمت وزارة الاتصالات في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، أن “تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم”.

وحذرت المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، من التعامل مع الشركة وخدماتها، كما توعدت باتخاذ التدابير اللازمة “لحماية سيادة البلاد وأمنها ورفض هذا التهديد”، حسب قولها.

هجوم لبنان

ومع استمرار رداءة الإنترنت المحلي ووصول ثمن الاشتراك إلى الأعلى في الوطن العربي، بدأت أجهزة وخدمات “ستارلينك” تصل إلى اليمن بشكل غير رسمي خلال الأعوام الأخيرة، لاستخدامها في الأعمال والمشاريع التجارية، وسط حظر صارم وملاحقات أمنية يفرضها الحوثيون على المخالفين في مناطق سيطرتهم.

وقال مدير مركز “سوث24” للدراسات في عدن، يعقوب السفياني، إن إيلون ماسك ليس هو من اختار اليمن لتقديم خدمات “ستارلينك “للإنترنت الفضائي، “بل الحكومة اليمنية تقدمت بالطلب شريطة أن تكون المؤسسة العامة للاتصالات هي الوكيل الحصري”.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version