اعتبر تقرير نشرته مجلة “لوبوان” الفرنسية، اليوم الأحد، أنّ اليسار الفرنسي ينزع نحو ممارسات قريبة من ممارسات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب.

وقال التقرير إن “اليسار لم يفز في الانتخابات التشريعية”، وإن “الجبهة الشعبية الجديدة” التي تضم 4 أحزاب يسارية أظهرت وجهها، وهو “وجه اتحاد مهتز من الخاسرين السيئين”، ويتعامل “بوقاحة ترامب”، وفق تعبيره.

وأضافت “لوبوان” أن ما سمته “إضفاء الطابع الترامبي على اليسار الفرنسي يشكل إحدى أكثر الظواهر المؤلمة في التسلسل الذي مررنا به” منذ الإعلان عن انتخابات تشريعية مبكرة.

ووفق المجلة الفرنسية، فإنّ ائتلاف اليسار نجح في تمرير فكرة أنه “فاز بالانتخابات”، والحال أنه “حل في المركز الأول”، ومن خلال وسائل الإعلام ترسخت هذه الفكرة الخاطئة في أذهان الناس.

ويقدم تقرير “لوبوان” قراءة مختلفة لنتائج ائتلاف اليسار الفرنسي في الانتخابات، معتبرا أنّ ما حصل عليه الاشتراكيون والشيوعيون وحزب البيئة من أضعف النتائج التي سجلتها جميع الأحزاب اليسارية في الجمهورية الخامسة.

 وأشار التقرير إلى أنه “في الانتخابات التشريعية التي جرت في يونيو 1981، تلك التي أعطت السلطة لليسار، حصلت الأحزاب الثلاثة (الاشتراكي، الحزب الشيوعي الفرنسي، الحركة من أجل الديمقراطية) على 54.42% من الأصوات في الجولة الأولى و56.75% في الجولة الثانية، بينما حصلت الجبهة الشعبية الجديدة هذه المرة على 28.6% فقط من الأصوات في الجولة الأولى و25.68% في الجولة الثانية؛ أي أقل من النصف.

وفي 30 يونيو، بعد الجولة الأولى، كان الحزب الذي حلّ في المركز الأول هو حزب التجمع الوطني (33.22%)، الذي بدا على مشارف السلطة، ولدرء هذا الخطر قررت القوى السياسية الأخرى إقامة حاجز لمنعه من الفوز في الجولة الثانية، وقد استفاد اليسار من ذلك؛ إذ حصل برُبع الأصوات على ثلث النواب، وفق التقرير.

ونقلت “لوبوان” عن المحلل السياسي دومينيك رينيه قوله إن فرنسا “نادرا ما كانت يمينية إلى هذا الحد”، مؤكدا أن المطالبة بتطبيق برنامج الجبهة الشعبية الجديدة وحده وبأكمله، كما طالب جان لوك ميلانشون، يمثل “وقاحة ترامبية”، وفق تعبيره.

وأقرّ التقرير بأنّ الطرف الذي يحل أولا في الانتخابات هو الذي يحصل تقليديا على حق تشكيل الحكومة، لكنه أكد أنه لا يمكن لأي كتلة أن تدّعي أنها تحكم بمفردها، فهي تحتاج إلى شركاء.

وأشار إلى أنّ اليسار الفرنسي أظهر “سوء النوايا” تجاه الأطراف السياسية الأخرى، وحتى بعد تعيين ميشيل بارنييه رئيسا للحكومة، فقد اتهمت الجبهة الشعبية الجديدة الرجل بأنه “مرشح التجمع الوطني” (اليميني المتطرف) الخصم اللدود لليسار.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version