جاءت التصريحات الأخيرة لنائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لتضيف مزيدًا من التساؤلات حول موقفها “المتأرجح” الذي يحمل بعض التناقض بشأن غزة، إذ إنها تدعو إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، وفي الوقت ذاته، تدعو لمواصلة تزويد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية.

رغم أن هاريس كانت صاحبة الانتقاد “الأكثر صرامة” بين المسؤولين الأمريكيين، تجاه إسرائيل، منذ بدء الحرب في غزة، في أكتوبر الماضي.

آخر التصريحات التي أطلقتها هاريس جاءت خلال مقابلة مع شبكة “CNN” وفيها دعت إلى ضرورة التوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار في غزة، وتحدثت عن “كثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا”، إلا أنها أعلنت تأييدها لـ “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

وشددت على أنها لن تعلق تسليم الأسلحة الأميركية لتل أبيب إن فازت بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

كيف يمكن فهم تلك التصريحات؟

مقارنة بموقف منافسها الرئيس السابق، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، تبدو تصريحات هاريس إزاء غزة، “متناقضة”، رغم أنها أعلنت باكرًا “تعاطفها” مع الضحايا المدنيين في غزة، وطالبت مرارًا “بوضع حد لذلك”.

وإذا كانت الدعاية الانتخابية لها شروطها، ومعاييرها التي تفرض في كثير من الأحيان، إطلاق تصريحات وإعلان مواقف هدفها الأول هو كسب الناخبين، إلا أنه يوجد عامل آخر يقيّد هاريس في الدعاية الانتخابية، وهو أنها تحمل صفة رسمية، كونها نائبة للرئيس، وبالتالي فإن كثيرًا من تصريحاتها تعبر عن موقف “الإدارة الأمريكية”.

وسبق لهاريس أن أعلنت موقفًا وصف بأنه تحول مفاجئ، قبل ترشيحها رسميًّا لخوض سباق الرئاسة، إذ دعت في يوليو الماضي إلى إنهاء “المعاناة الهائلة”، في غزة، ووجهت انتقادات لإسرائيل، وهي تصريحات قيل إنها “الأقوى” لأي مسؤول أمريكي بخصوص غزة، خاصة أن الموقف ترافق مع مقاطعتها خطابًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس.

وتزامنًا مع الموقف من نتنياهو عادت هاريس لتلتقي عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس، الذي يوصف بأنه “معارض وسطي”.

تصريحات هاريس خلال اللقاء، كانت تنسجم مع أعلنته سابقًا بخصوص غزة، إلا أنها كانت تمثل موقف الإدارة الأمريكية، التي شهدت مواقفها تباينات مع نتنياهو، ووزراء في حكومته، رغم أنها كانت دومًا مع المواقف الإسرائيلية، و”الحق الإسرائيلي في الدفاع عن النفس”.

هي رسائل من البيت الأبيض، توصلها هاريس، إضافة إلى مواقفها بوصفها رئيسة محتملة لتلك البلاد التي حركت أساطيلها كي تحمي إسرائيل.

Share.
Exit mobile version