قال محللون سياسيون أن تنفيذ خطة “غيورا إيلاند” الإسرائيلية الرامية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتوطينهم في أماكن أخرى، بدأ فعليًّا في شمال قطاع غزة، وإن لم يتم تبنيه رسميًّا من جانب إسرائيل.

والخطة هي مقترح قديم منسوب لجنرال إسرائيلي متقاعد شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا وتحمل اسمه، وتهدف إلى ترحيل سكان القطاع وتسكينهم في “مخيمات” في شبه جزيرة سيناء المصرية، ثم بناء مدن دائمة وممر إنساني يخدمهم.

الضغط على حماس

وقال الكاتب والمحلل السياسي تحسين غنّام: “يبدو أن خطة “غيورا إيلاند” قد بدأت في التنفيذ بشكل فعلي في شمال قطاع غزة، حيث أصدِرت أوامر إخلاء جديدة هناك، ويُعتقد أن هذه التحركات تأتي ضمن الخطة المذكورة”.

وأضاف أن “الخطة تهدف إلى السيطرة الكاملة على مناطق شمال القطاع وتكثيف الضغط العسكري على حركة حماس، حيث تسببت أوامر الإخلاء الجديدة في نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، ما فاقم حجم الأزمة الإنسانية في القطاع”.

وتابع المحلل السياسي: “هذه الخطة تهدف إلى إنهاء سبل الحياة والبقاء أمام الفلسطينيين، ما يجبرهم على النزوح والهجرة القسرية تجاه عملية توطين جديدة خارج الأراضي الفلسطينية”.

وأشار إلى أن “نجاح هذه الخطة يعتمد على عدة عوامل معقدة، أهمها الفصائل الفلسطينية التي ستعارض هذه الخطة بشدة، وتجعل تنفيذها شبه مستحيل، علاوة على العامل الإنساني الذي سيضع إسرائيل أمام ضغوط إقليمية ودولية”.

تحايل في التنفيذ

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي نزار الغول إن “الخطة قد تحقق بعض الأهداف العسكرية على المدى القصير، أما نجاحها في تحقيق أهداف طويلة الأمد، فيظل غير مؤكد في ظل التحديات السياسية والعسكرية والإنسانية المحتملة”.

وأشار أن “إخلاءات الجيش الإسرائيلي الجديدة للمحاور الشمالية والغربية لمحافظة شمال القطاع في ظل الحديث عن الخطة تثير مخاوف الفلسطينيين بوجود نيّة إسرائيلية بتنفيذها، لدفع مئات الآلاف ممن تبقوا في شمال وادي غزة باتجاه الجنوب”.

وأوضح المحلل السياسي، أن “الجيش الإسرائيلي، ربما يستخدم الخطة بشكل مغاير عن عملية التهجير القسري إلى خارج حدود قطاع غزة، عبر إفراغ شمال وادي غزة من السكان، لتسهيل القضاء على المسلحين الفلسطينيين، ومن ثم إعادتهم”، حسب قوله.

Share.

Powered by WooCommerce

Exit mobile version