أثار إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه قرر زيارة قطاع غزة برفقة أعضاء القيادة الفلسطينية، عددًا من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت عباس إلى ذلك الإعلان الذي جاء بعد نحو 10 أشهر من بدء الحرب، وكذلك حول التزام حماس الصمت حيال الزيارة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي نزار الغول، إن جملة من الأسباب دفعت عباس للإقدام على هذه الخطوة كان أبرزها؛ أن يكون مع شعبه، إذ إنه يسعى لأن يكون مع الفلسطينيين في غزة الذين يعانون تداعيات الحرب، ويعتبر ذلك الوجود رمزيًّا لدعمهم في وجه ما يُعتبر “حرب إبادة جماعية”.

وأضاف الغول، في حديث لـ”إرم نيوز”، أن السبب الثاني يتعلق بالتأكيد على السيادة الفلسطينية، إذ يريد الرئيس عباس من خلال هذه الزيارة التأكيد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأن السلطة الفلسطينية هي الجهة المسؤولة عن كل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة.

أهداف الزيارة 

وأضاف الغول أن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى قطاع غزة في ظل هذا الوضع السياسي المعقد يهدف إلى إعادة الوحدة الوطنية، إذ يهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، خصوصًا بعد سنوات من الانقسام بين الضفة الغربية وغزة، والسعي لإعادة القطاع إلى مظلة السلطة الفلسطينية.

وأوضح المحلل السياسي أن الرئيس عباس يريد من خلال هذه الزيارة قطع الطريق أمام أي محاولات إسرائيلية لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، كما يطالب المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، بتأمين وصوله إلى غزة.

موقف حماس 

وحول موقف حماس، قال الكاتب والمحلل السياسي تحسين غنّام، إن الحركة لم تعلّق، ولم تصدر موقفًا رسميًّا حول هذه الزيارة، لكنها كانت أعربت عن رغبتها في أن يكون الحكم في غزة بعد الحرب بتوافق فلسطيني.

وأضاف غنّام في حديث لـ”إرم نيوز”، أن حركة حماس تشعر بتخوف كبير إزاء خطاب الرئيس عباس، وتعتبر تصريحاته بولاية منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على قطاع غزة تهديدًا لوجودها في سدة السلطة في قطاع غزة.

وأضاف: “تبقى إمكانية تحقيق الزيارة محفوفة بالعقبات ومليئة بالشكوك، إذ تحتاج الزيارة إلى موافقة إسرائيلية للسماح بدخول الرئيس الفلسطيني وتأمين خروجه أيضًا، وإسرائيل جاهزة لمنع الزيارة وتبرير ذلك بوجود حرب عسكرية”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذا الخطاب جاء ردًّا على خطاب نتنياهو الأخير أمام الكونغرس الأمريكي، والذي امتلأ بالافتراءات السياسية والأكاذيب، ونشرًا للسردية الفلسطينية وتأكيد حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.

Share.

Comments are closed.

Exit mobile version